تختصر هذه الرواية، حالة واقعنا العربي، وآثار الانتماءات الفكرية الموجودة فيه، على حياة الأفراد وعلى طريقة حياتهم، في عالمين متصارعين ومتنافرين من متدينين وعلمانيين، ونتائج تعامل وممارسات المنتمين إليهما داخل المجتمع، حيث يتخذ المكر والعنف وجهان لعملة واحدة تعكس القمع والخوف في نفوس الآخرين، وحيث تصبح كل الوسائل مشروعة في الدفاع عن المعتقدات، إن من قبل النافذين وأصحاب السلطة، أم من مجرد أفراد ملتزمين.
من وجهة نظر السلطة الشرعية، وللمحافظة على وجودها ومكانتها، يجب أن لا تميل الكفة لأي من الطرفين، وأن لا يُخلّ بنظام التوزان القائم بين هذين العالمين، فـ “حين تخلّى الأستاذ العلماني عن لباقته الفكرية ورفع حدة انتقاداته لأهل الدين”، كان لا بد لها من كبح جماحه، “فاستدعوه إلى أحد الفروع وأفهموه بحزم أنه إذا كان كافراً فهم كفار أكثر منه.”