يعود فوّاز حدّاد في روايته: «تياترو1949» إلى أواخر أربعينيات القرن العشرين، وبالتحديد إلى الفترة الممتدة ما بين عامي: (1948 ـ1950) . لا ليرصد الصراع على السلطة، الذي وجد تعبيراته في الانقلابات العسكرية فحسب، بل ليصوّر ما تركته تلك الانقلابات من آثار سلبيّة على مجمل الحراك الاجتماعي وفعالياته وآفاقه السياسية والفكرية والإبداعية في سوريا.
ومن هنا فإن التاريخ لا يحضر بوصفه بنية فوقية وغاية للخطاب الروائي، بقدر ما يحضر عبر علاقته العضوية بالقاع الاجتماعي وتحوّلاته المعلنة والمُضمرة.
وما بين المرجعية التاريخية والتخييل الفنّي ينسج حدّاد خيوط حبكته السردية التي يمكن الوقوف عندها من خلال الفضاء الزماني/ المكاني، والأحداث والشخصيات، وصيغة الراوي وموقعه، وتقنيات الاسترجاع، والتلخيص، والحذف، والوصف