يقدّم الروائي السوري فوّاز حدّاد شهادته على عصره، ورؤاه وتصوّراته لعالم الكتابة وقضاياها، بالموازاة مع عالم الواقع وقضاياه، يكتب بمـسؤولية وحـرص من دون أيّ ادّعاءات أو مبالغات، يسلّط أضواء على هموم الكتابة وانشغالاتها، وكيف أنّها تحتلّ حياة صاحبها وترسم مصيره في كثير من الأحيان.
يقول حداد: “كان مشواري طويلا، رغم أن قراري بأن أكون روائيا كان مبكرا، ظروفي لم تساعد، وكانت الأسباب كثيرة، لكن عندما بدأت بالنشر أدركت أنني لم أخطئ كثيرا، ينضج الروائي متأخرا”. وهكذا، تتأتّى أهمية الكتاب الصادر عن “المحيط للنشر” من أنه يصدر بعد أكثر من ثلاثين عاما أمضاها الكاتب في عالم الرواية – نشر أكثر من خمس عشرة رواية – وكان نشره لروايته الأولى وقد تجاوز الأربعين من عمره حينها سنة 1991، وهو الكتاب الأوّل من نوعه للروائي الذي تراكمت لديه خبرة وتجربة تمنحانه قدرة لافتة على خوض غمار هذه التجربة الفكرية الجمالية التي يمكن أن تشكّل دروبا لقراءات رواياته، وولوج عالمه والاطلاع على أسرار صنعته الروائية.