تحكي الرواية عن الصراع بين الشرق والغرب، ويقول مؤلفها إنها ليست تاريخية وإنما تلامس التاريخ، وإن أبحرت في لعبة السياسة والمصالح وصراعات القوى الكبرى في خمسينات القرن الماضي. تقتنص لحظة تختزن التناقض المرير الذي دار على أرض أكثر من مدينة؛ بيروت، دمشق، القدس… إلى صحراء سيناء، دير القديسة سانت كاترين. أبطالها الغربيون مبشرون ودبلوماسيون، منقبون عن الآثار وجواسيس
يكشف الكاتب “فواز حداد” في هذه الرواية “الضغينة والهوى” عن حقائق هامة وقعت في أوائل الخمسينيات من القرن الحالي لم يكتبها في حينها، لأن الظروف كانت حالكة وغير مواتية، ولأن الصورة لم تكن واضحة، أما الآن حان الوقت بصورة أخرى كانت غائبة عنه، وباتت واضحة أكثر، نسقها الكاتب “فواز حداد” بقدر كبير من التزامن والتسلسل وأدرجها كما هي بلا مراعاة إلى جوار الصورة التي عرفها وقتئذٍ، فقد شارك في جانب من تلك الأحداث فأراد أن لا يحجب عنا حقيقة ما كان يحدث في كواليس الحكومات والسفارات والفنادق.. والتاريخ أيضاً، فاقتطف للقارئ جزءاً معبراً عن هؤلاء الشخصيات وأدوارهم التي لعبوها فاكتفى بذكر ألقابهم الوظيفية الرسمية، بطلب أو من دون طلب منهم. وآخرين بأسمائهم الحقيقية، لأنهم أعلنوا عنها صراحة. ومنهم “وليم أوستن” المسؤول السابق في وكالة المخابرات الأميركية في لبنان والتي كانت سورية إحدى مهماته فيتعرض الكتاب للأحداث التي وقعت بين دمشق وبيروت في ذلك الوقت، الثاني: هو “جاك ساندرز” مبعوث شركة التنقيب عن البترول ومستشار لمجموعة شركات متعددة الجنسيات، الثالث: هو “أونوريه دولمونت” السكرتير الأول للسفارة الفرنسية في بيروت، ولاحقاً أحد المسؤولين في الخارجية عن المصالح الفرنسية في البلاد العربية. يقسم الكاتب الرواية إلى ثلاثة محطات جاءت على النحو التالي: القسم الأول: دمشق – بيروت. القسم الثاني: دمشق – بيروت، الأراضي المقدسة. القسم الثالث: شاطئ على البحر الأبيض المتوسط.
من القسم الثاني من الكتاب نقتطف مقطعاً يُعبر به الكاتب عن وحشية الصهاينة في فلسطين العروبة يقول: “اختاروا من الأسرى عشرين رجلاً، لم يعودوا بهم إلى القرية، اقتادوهم إلى محجر يقع بين قريتهم دير ياسين ومستوطنة غفعت شاؤول، أوقفوهم إلى حائط المحجر، وأطلقوا عليهم الرصاص، قتلوهم جميعاً، الأبطال، أبطال شتيرن والأرغون، أبطال معركة دير ياسين يلوحون بإشارة النصر”.
رواية ممتعة، بأحداثها وتفاصيلها، حقيقية في وقائعها، تكشف فصولاً من سيطرة الدول الكبرى على مقدرات الدول والشعوب المستضعفة، يتغير اللاعبون، تتغير الأسماء، ولكن اللعبة لا تتغير، والهدف أيضاً و حيث أنها فترة شكري القوتلي و خالد العظم و حسني الزعيم و الانقلابات التي كانت سببها حرب فلسطين 1948و السلاح الفاسد