اتخذت رواية “السوريون الأعداء ” الصادرة عن دار الريس عام 2010 م، من الواقع منطلقا لتشكيل بنية سردية تخيلية ، ضمن إطار شكلي يستوعب الفكرة التي يريد أن يقدمها الروائي ، وذلك ما يتطلبه مُشغِّل الكتابة في نسج خيوط الحبكة الروائية ، إضافة إلى التقنيات السردية التي أولاها الروائي اهتمامه وعنايته في عملية التشكيل السردي ، لتكتمل صورته النهائية مُحملا بالأفكار والمواقف والرسائل التي يتضمنها الخطاب الروائي ، وقد ظهر جليا الإصرار على صلة الرواية بالواقع كمرجع لأحداثها ، ولكن لم تكن الرواية تابعا لذلك الواقع ؛ بل استطاع المؤلف أن يخلق سرديةً حكائية ، مُحلّقا بها في عالم الخيال ، هي الواقع في صورته الأدبية الإبداعية ،
تتناول الرواية فترة عصيبة من الفترات السياسية التي مرت على سورية ، ويحتل الواقع خلفية المشهد السردي في الرواية ، ويوثق أحداثه ووقائعه في سرديات روائية ، حيث تسرد الرواية أحداث حماة ، والمعاناة والاعتقالات ، لتتابع مع عهد جديد و تغييراتٍ سياسية وأمنية مُطَمئِنةً في ظاهرها، ليكون الشعور بالخديعة بتمرير حاكم آخر له في فترة الثمانينيات وطريقة معالجتها أسوة حسنة لقمع أي ثورة شعبية، وتختزل عتبة النص الروائي بحروفها النازفة الكثير من الآلام والدماء؛ فالسوريون الأخوة هم السوريون الأعداء، .
تتعرض مدينة حماة التي جعلها الإخوان المسلمون منطلقاً لإسقاط النظام إلى الحصار والقصف والقتل والتدمير ، وإرسال المئات إلى المعتقلات في تدمر، وتستمر الملاحقات لتمتد إلى حلب وجسر الشغور وحمص ، كما تطال بعض نواحي مدينة دمشق ، إن الزمن في الرواية يمتد على قرابة خمسة وثلاثين عاماً ، مع استرجاعٍ في الذاكرة إلى ما يزيد عن عشر سنوات ، وهي إذ تجعل من أحداث مدينة حماة منطلقاً لزمانها ؛ فإنها تؤرخ لزمان شديد القسوة على مدينة أُريد لها أن تكون عبرةً لشعبٍ ينتشر على مساحة البلاد ، وفي هذا الزمن البطيء الخُطى الشديدِ الوقع تأتي الأحداث الروائية بحذافير بشاعتها ، ولكن دون أن توقع الرواية في فخاخ التوثيقية والتسجيلية ، وذلك من خلال البراعة في رسم الشخصيات الروائية ،ومتابعة تطورها ونموها ، وتغير مسارها وأفكارها على امتداد الزمن ، وقد ظهرت تلك الشخصيات نامية متطورة ليس في شكلها الخارجي الذي قطع قرابة أربعين عاماً فحسب ؛ بل كذلك في طريقة تفكيرها ، ومواقفها من الحياة والحق والوجود والسياسة ؛ فالصراع الذي نشأ مع بداية الزمن الروائي امتد على صفحات السرد ، وأنشأ صراعاتٍ متعددة ليس على صعيد الأجيال فحسب؛ بل على صعيد الأفكار والانتماءات ، التي أخذت أشكالا متعددة بين السياسة والاقتصاد والاجتماع ، وقد ساعد تداخل الأحداث بين الماضي والحاضر على إضافة عمقٍ للشخصيات ، وساهم في فهم الكيفية التي تشكلت فيها مواقفها ، وصدرت عنها أفعالها ، لاسيما تلك التي استغلت الظروف الأمنية ، واستفادت منها في تسيير معاملاتها التجارية المشبوهة والممنوعة ؛ فأصبحت من أصحاب رؤوس الأموال في البلاد ، وأخذت تدافع عن الدولة دفاعها عن ذاتها ووجودها ؛ فذهاب الدولة لا يعني غياب حماية نشاطاتها التجارية فقط ؛ بل سوف يمتد إلى ماضيها ويلاحقها على تلاعبها بالقانون ، وصيرورتها التي هي أهم أحد وجوه الفساد .
وفي المكان تأخذ الرواية حيزاَ واسعاً من البلاد على قدر اتساعه ؛ فإنه يضيق على المساجين في زنازين ضيقة بشعة ، تغيب عنها كل صفات المكان الصالح للعيش ، أو توقيف السجناء السياسيين ، الذين لا ينتظرون سوى رحمة واحدة تنقلهم إلى قبر آمن في صحراء تدمر الواسعة .
في حماة تتغير الأماكن وتتبدل ؛ فتُهدم المنازل والكنائس والجوامع ،وتُدمّر الحارات والساحات ، حتى لا تميز عمارة من عمارة أو حارة من حارة ، ويأخذ وصف المكان في الرواية دلالات كثيرة ومتعددة ، لا تبدأ بالصراع القائم بين الريف والمدينة ، ولا تنتهي بالصراع الدائم بين الحاكم والرعية .
أما الشخصيات فقد استطاعت الرواية أن تقدمها كشخصيات واقعية تعيش بين الناس ، إنها شخصيات حقيقية من لحم ودم ، مثل تلك الشخصيات التي استطاع الأديب العربي نجيب محفوظ أن يقدمها للقارئ العربي في روايته “اللص والكلاب “، فشخصية سعيد مهران شخصية روائية حقيقية أوجدها محفوظ ببراعة كبيرة ، وكذلك الروائي فواز حداد استطاع أن يقدم لنا الشخصيات الحقيقية على غرار شخصية سعيد مهران في “اللص والكلاب” ، استطاع أن يقدم لنا في روايته “السوريون الأعداء” شخصية روائية حقيقية وُلدَتْ وعاشت بين صفحات الرواية ؛ فشعرنا بها تسير في حاراتنا ، وتُعاني الاعتقال وتتطور وتنمو في غياهب السجن ، وتصبح نموذجاً نضالياً ضد الطغاة ، بعيداً عن الانتقام الشخصي ، قريباً من الفكر النضالي ورفع الاضطهاد عن الأجيال ؛ فشخصية الطبيب عدنان الراجي التي هي حافز السرد الرواي و الذي اقتيد إلى سجن تدمر وظل طوال شهور لا يصدق أنه سجين ، وأن الموضوع فيه خطأ ولَبس ؛ فهو قد تم إرساله إلى المعتقل كي يُسعف بعض المصابين ، ولم يدرِ أنه أُرسِل للمشنقة بتهمة إسعاف الجرحى الخارجين عن الدولة . وتقضي هذه الشخصية في سجن تدمر قرابة ثلاثين عاماً تصاب فيه بعلل جسدية ونفسية ، ورغم ذلك تسعى جاهدة لإغاثة المرضى في المهجع الموبوء بالأمراض ، وهناك تتعرف إلى مفاهيم متعددة حول فكر الإخوان المسلمين في الدعوة ، وخلافاتهم مع الطليعة القتالية التي يُحَمّلونها وزر هذه المعاناة بدلا من التوجه باللوم والغضب على الدولة ، التي صادرت حرياتهم .
تُثير شخصية الطبيب عدنان الراجي كثيرا من المفهومات الدينية والسياسية ، وحين تخرج من السجن تقف وجهاً لوجه أمام قاتلها ، ولكن وعيها الذي تجاوز جدران المعتقل يتجاوز البيادق الصغيرة ؛ فلا يجد خلاصاً للاضطهاد والظلم إلا بربيع يُسقط الطغاة ، وتقف إلى جانب شخصية الطبيب عدنان الراجي شخصية أخيه القاضي وزميل أخيه ، وكذلك رفاقه في المعتقل ، وهي تتوزع أدوارها بين شخصيات نزيهة وأخرى متدينة وثائرة ، وكلها تكره الفساد والمفسدين ، وبالمقابل نجد مجموعة من الشخصيات كشخصية الرائد مروان والنقيب سليمان ولميس وغيرها من الشخصيات الروائية ، ممثلةً للفساد الأخلاقي و الاجتماعي والسياسي ، و يضاف إليه الفساد الثقافي مع شخصية المثقف المعارض الذي يُجيد اللعب على كل الحبال ،والذي تجهد الرواية على كشفه وكشف أمثاله من المثقفين المعارضين الزائفين ، الذين أساؤوا لزملائهم وللثقافة وللوطن .
تقنيات السرد الروائي :
يجري سرد الأحداث بلغة المتكلم ، حيث يقوم القاضي الراجي بسرد أحداث الرواية بلغة العالم بكل الأمور التي تجري معه ومع الآخرين من حوله ، وفي ذلك يظهر التعاطف الكبير من خلال لغة المتكلم مع مجريات الأحداث ، أما البنية الزمنية فقد تم بناؤها من خلال البنية الخطية ، التي سارت بالأحداث وفق تسلسلها الزمني ، واستعانت بالذاكرة والاسترجاع في سرديات بعض الأحداث ، لتعود إلى فترات تاريخية سابقة تفيد العمل الروائي وتقويه ، وتوضح أسباب ترابط الشخصيات مع بعضها ؛ كما هي الحال في العودة إلى أوائل السبعينيات لتسليط الضوء على تصرفات النقيب سليمان وعلى أصدقائه من أبناء الضيعة ، الذين سيكون لهم أدوارهم أيضاً في أحداث الرواية .
اعتمدت الرواية في أسلوب السرد على الأسلوب الوصفي والبسيط فجاء معبراً ومتناسباً مع الرواية ، أما تطور الأحداث فقد كان فيه الكثير من التشويق والإثارة ؛ حيث كانت الرواية تصل بالمتلقي إلى نهايات مشوِّقة في كل قسم من أقسامها ، لتغادره ولدى المتلقي تساؤلات كثيرة عما سيحدث لاحقاً ؛ فقد تشكلت الرواية في جزئين رئيسين وعدد من الفصول، وكل فصل فيه مقدمة وثلاثة أقسام ، فينتقل من قسم إلى آخر ، ومن مشهد إلى مشهد ثانٍ ، ومن سرد مُتنام ٍهائجٍ بالتوتر إلى سرد صاعدٍ بالتشويق ، مختلفِ المكان والشخصيات ، و بانتهاء القسم يبدأ مع قسم جديد ، يسيطر فيه على الفضاء الروائي كما يسيطر على عملية غمس المتلقي ، وربما في قسم واحد انتقل بالمتلقي من مشهد إلى مشهد موازٍ عبْرَ شخصية واحدة ، كما هي الحال في النصف الثاني من القسم الثامن حين يتناول السرد لميس وسليمان ، ليستمر السرد الروائي من خلال سليمان وتداعياته الفكرية مع ” أبو حسين ” معلمه في القصر ، ضمن تداعياتٍ مونولوجية ، تحولت إلى تداعيات سردية فخلخلت الفضاء الروائي لصالح تطور الحدث ونموِّه ،ساحبةً المتلقي إلى أغوار نفس الشخصية ، وكَشْفِ العديد من أسرارها ، وقد تكرر استثمار المونولوج في أكثر من موقع في السرد الروائي .
جاءت لغة السرد فصيحة مما يحقق الانتشار الأوسع للرواية على مستوى الوطن العربي ، ولم تكن معقدة ؛ بل سهلة بسيطة واضحة تستهدف المتلقي في كل ثقافاته ، وقد ابتعدت عن المفردات المعجمية والاصطلاحية ، ولم تكن شعرية ؛ فهي غير مناسبة في عمل رواية تتناول قضايا سياسية وطنية ، فكانت اللغة جاذبة ، ولم تكن التشابيه والصور الانزياحية فيها لتصنع جواً من البلاغة اللغوية ؛ بل كانت ضرورة ملحة يتطلبها الفضاء الروائي ؛ في وصف سردي جاذب : ” الكيلانية الحي الذي نشأت فيه أطلال طفولتي ويفاعتي وشبابي ، بيتنا تبعثرت في أرجائه القناطير الحجرية ، إطارات النوافذ بلاط باحة الدار ، أبواب خزانة غرفة النوم وقوائم السرير ، رخام الأعمدة ، نباتات ميتة ، طاقية أبي الصوفية ، ملابس ممزقة ، أحواض جفت مياهها ، مريولة المطبخ ، أحذية الأولاد المقطعة ، أزرار قمصان وأكمام ، أرواب وفساتين ، عقارب الساعة ، سجادة الصلاة ، قطرميزات المونة مهمشة ، شجرة نارنج مقتلعه من شرشها ، أغصان يابسة ، أوراق محترقة ثاويه في التراب وعالقة في الوحل “، ص 114 .
إن تذكّر تلك الأشياء يعمل في الذهن والقلب كحد السكين ؛ لذلك طوبى للجرافات القاهرة التي رحمت الأهالي وأراحتهم بهديرها وسَحقِها كلَّ تلك الأشياء المتبعثرة ؛ لتقف اللغة الساخرة صرخةً مؤلمة وتشكل أحد أهم عناصر السرد في الرواية : “ترمي المرأة ما حملته أرضا ؛ لم يعثروا إلا على أشياء صغيرة وتافهة ، الأشياء الثمينة قد نُهبت غير أنّ الجرافات كانت رحيمة بنا ، هدرت من حولنا ، اقتربت منا ، وسحقت ما تناثر وتبعثر من أشياء ، وأنقذتنا من عذاباتها ،وفرت علينا تذكارات كانت كحد السكين ” ،ص 114 .
إنَّ الدقةَ في الوصف السردي و التفاصيل الصغيرة للمكان والزمان على امتداد السرد في الرواية ما بين حماة وحمص ودمشق ، ومهاجع السجناء في تدمر والاهتمام بكل شيء مهما صغر حجمه أو قيمته ، وإظهاره كأحد أركان المكان ، إن كل ذلك أعطى شعوراً بالواقعية عند المتلقي ، وكان يزداد هذا الشعور كلما تنقلت الرواية وتوهجت بالوصف ، ولم تكن هذه البراعة الساردة لتقف عند حدود المكان ؛ بل تعمقت في وصف النفس وما يجول فيها من تداعيات وانتصارات وخيبات ؛ فلم يقف المتلقي عند تفسير سلوكيات شخصيات الرواية ؛ بل كان يجول مع الوصف السردي في أعماق هذه الشخصية أو تلك ؛ فالنقيب سليمان ابن الريف الحلبي يعاني من عقدة الانتماء للريف مع لميس ابنة المدينة الدمشقية حسب اعتقاده مع أنه ابن السلطة وصاحب القبضة الصارمة ، إلا أنه فشل في تحقيق الحب حين كان شاباً ولم يحقق ارتباطه برباب ابنة الضيعة حيث رفضه أهلها لسوء أخلاقه ، وها هو الآن رغم كل ما حققه من نجاحات زائفة في مكانته الاجتماعية كضابط مخابرات ، إلا أنه يفشل بحبه مرة أخرى أمام لميس ؛ وبذلك لا يكون المكان وحده ما بين ريف ومدينة سبباً في إحداث الصراع الروائي ؛ فهو هنا الصراع مع الذات والفكر والثقافة ؛ فحين تطرده لميس من بيتها تتفجر في داخله تلك النوازع وتلك الصراعات ، ويبقى الفشل والنقص هو الإحساس المسيطر على صورة وصف جوانية شخصيته : ” نصيب الخديعة كان أقسى مما يسمح به ذكاؤه إلا إذا كان الريفي الغبي عقد على حبه الآمال ؛ بل الريفي الطماع طمح إلى الزواج من فتاة دمشقية جامعية بعد سنوات قليلة ستصبح طبيبة أسنان ، فتراءى له أنه أحبها ، وربما أحبها من يدري ” ص 242 ، واذا كانت التفاصيل الصغيرة في الوصف قد أعطت شعورا بواقعية كبيرة في الفضاء الروائي إلا أن لغة الحوار قد انحسرت دون ذلك ؛ إذ جاء الحوار فصيحاً في كلّ الحواريات فلم يتغير ما بين محافظة وأخرى ، وكذلك لم يتغير بين شخصيات المدينة و الريف وقد أثبتت حضورها جميعاً في الفضاء الروائي ؛ فجرت الحواريات باللغة العربية الفصيحة ، وكانت اللغة ذاتها يتكلم بها ابن دمشق وابن حلب وابن اللاذقية ، وأبناء المدينة في منتدياتهم يتكلمون مثل أبناء القرية في ملتقياتهم ، فلم يشعر المتلقي بواقعية الحوار ، ولكنَّ ما نهض بهذا الحوار هو تلك الشخصيات التي أخذت تتحدث بلغاتها الثقافية ؛ فكانت تعكس شخصياتها بمصداقية ؛ فالطبيب كان يتحدث حول الأمراض والأدواء بلغة لا يمكن أن يتحدث بها إلا طبيب ، وكذلك القاضي يبرع في الحديث عن القضايا والقانون بحديث رجل مختص ، والضابط يثرثر في سهرته وخمريته ويناقش في وجود الله .
تترابط الأحداث وفق متوالية زمنية متقنة ، وإيقاعٍ متوازنٍ في الحركة ؛ فيجري السرد في فترات متوترة ليعود إلى شيء من الهدوء ، مُبقيا على حالة من الانتباه واليقظة والتشويق في الاستزادة إلى المعرفة . لقد كانت الأحداث تتشابك وتتطور ولم تترك مجالاً للمتلقي بتوقُّع ما يمكن حدوثه ؛ فالأحداث التسجيلية في الحياة السورية كانت تتوالى لتحكم على تغييرات الأحداث ومصير الشخصيات ، تلك الأحداث والمصائر التي ظل القارئ مشدوداً إليها رغم أنه عاصرها ، لكن الشخصيات الروائية التي خلقتها الرواية خلقت معها فضاءات روائية مشوِّقة ، تنمو بمواكبة أحداثها ، دون أن تضع نهاية مغلقة لها ؛ بل جعلتها نهاية مفتوحة أمام تحديات الربيع العربي ونهوض الثورة السورية ؛ فأنهت بعض أحداث السرد الروائي وفتحت الباب واسعاً أمام سرديات أخرى ، يتوق القارئ إلى معرفة خباياها ؛ فالرواية التي عصفت ذهن القارئ ووجدانه ، فريدة من نوعها في المكتبة السورية ، وطالما احتاج إلى روايات كهذه جريئة ؛ بل تدعوه إلى إعادة قراءة تاريخه السياسي والاجتماعي والثقافي ، وتحثه على التغيير ، وهي في سردياتها فإنها تجذب إليها ليس القارئ السوري فقط ؛ بل كل قارئ عربي وكل إنسان ، مثيرة العديد من التساؤلات ، في مقدمتها علاقة السرد بالواقع .
-
المصدر :
- مجلة الأدباء الإلكترونية