أمرضتني
ثقلها جثم على روحي
قاسية جدا، بلا رحمة
تلبستني حالة من الرعب
أمام بؤس الإنسان حين تتشظى روحه، تسرق منه حتى دهشة السؤال، أمام طغيان مشاهد تتعاقب وتتمازج ،و تجعله يقف عاجزا ومحترقا ومكتويا ، ليس بالألم وحده، ولكن بالدهشة ، لبشاعة ما يمكن أن يفعله ذلك الكائن / الانسان / عندما تتشظى روحه، و يجوع الوحش بداخله،
لم تكن مشاهد الوطن وهو ينهار ،وهو يحترق، وهو يُخنق. ولا سيل البشر الهائمة على وجهها في البراري والقفار ، ولالذة القتل للقتل المستترة ، ولا السجن الطويل ، يتعفن فيه الانسان ويذوي مثل دودة لاطائل منها
لم تكن كل هذه الصور بكل ماجسدته من رعب ومهانة وألم،هي الطاغية
هذه الصور انتخمنا بها على الشاشات
ماطغى هو ، هذا المد المرعب من البؤس البشري بدون حدود، هذا الذل والخنوع والانكسار والانحناء أمام قسوة الظلم
مد يمر امام الجميع ، دون اكتراث، برداءة مفردة معطوبة،وثقل عنوان مثقوب
تهَّر منه ، نظرية سافلة ” أي تعودنا “!
تعودنا أن تنكسر إنسانيتنا !
لم أستطع أن أشيح بنظري عنها
انكسرت أمام هذا المد المرعب من البؤس البشري ، من عالم يثمل من تخمة الخواء
انكسرت أمام هذا الرخص ، انكسرت أمام نفسي
ولكن شعورا مبهما، بالرضا كان يومض في داخلي .
فاجأتني دموعي .
أنا أبكي !
ربما لم أنكسر بعد …